جدري القرود: الفيروس الجديد وطرق الوقاية والعلاج

جدري القرود

جدري القرود: الفيروس الجديد وطرق الوقاية والعلاج

  • Dr. AMR
  • Dec 02, 2024

أصبحت الأخبار المتعلقة بالأوبئة والفيروسات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولم يعد الحديث عن هذه المواضيع يثير الدهشة كما كان في السابق. بعد تجارب عالمية مع أمراض مثل إنفلونزا الطيور، السارس، وجائحة كوفيد-19، أصبحنا أكثر استعدادًا لمواجهة الفيروسات. ومع ذلك، ظهر مؤخرًا فيروس جديد يعرف بفيروس "جدري القرود". قد يظن البعض أنه مرض يقتصر على القردة، لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا من ذلك. في هذه المقالة، سنستعرض هذا الفيروس الجديد، وطرق انتشاره، والأعراض التي يسببها، ووسائل علاجه.

ما هو فيروس جدري القرود؟

فيروس "جدري القرود" (Monkeypox) هو مرض نادر ينتمي إلى عائلة فيروسات الجدري. تم اكتشافه لأول مرة في عام 1958، عندما ظهرت أعراض مشابهة للجدري على بعض القرود المستخدمة في الأبحاث العلمية. كان يُطلق على المرض في ذلك الوقت اسم "جدري القرود"، ولكن مؤخرًا تم تغيير اسمه إلى "Mpox". تم تسجيل أول حالة إصابة بشرية بهذا الفيروس في عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومن ثم انتشر إلى بعض الدول في وسط وغرب إفريقيا.

يعتبر هذا الفيروس عمومًا مرضًا ينتقل من الحيوانات إلى البشر، ويظهر بشكل رئيسي على هيئة طفح جلدي وأعراض مشابهة للإنفلونزا، ولكنه غالبًا ما يكون أقل حدة من مرض الجدري، وهناك نوعان من الفيروس، ويمكن أن تكون السلالة الأولى أكثر حدة من السلالة الثانية.


بداية ظهور مرض جدري القرود

تظهر أعراض جدري القرود بشكل غير محدد، مما يجعل عملية التشخيص في المراحل الأولى صعبة. في بعض الحالات، قد تتشابه الأعراض مع أعراض الإنفلونزا، مثل الحمى والصداع وآلام العضلات، بينما قد يلاحظ آخرون الطفح الجلدي في البداية دون ظهور أعراض إنفلونزا.

الطفح الجلدي المميز لهذا المرض يمكن أن يظهر في مناطق غير مرئية، مثل الفم أو الأعضاء التناسلية أو الشرج، مما يجعل من الصعب على الشخص اكتشافه في المراحل المبكرة. من الضروري أن نكون على دراية بأن الطفح الجلدي لجدري القرود يمر بمراحل متعددة تشمل النتوءات، تليها بثور مليئة بالسوائل، ثم القشور، وقد تستمر هذه المراحل من أسبوعين إلى أربعة أسابيع.

أعراض مرض جدري القرود 

عند دخول الفيروس إلى الجسم، تبدأ الأعراض بالظهور خلال فترة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين. عادةً ما تبدأ هذه الأعراض بأعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا، مثل:  

- حمى مرتفعة مع قشعريرة  

- شعور بالتعب والإرهاق  

- صداع وآلام في العضلات  

- تضخم الغدد الليمفاوية في مناطق مثل الرقبة أو الإبطين أو الفخذ  

- ألم أو نزيف في منطقة الشرج في بعض الحالات.  

بعد ظهور الأعراض الأولية، يبدأ الطفح الجلدي في الظهور في مناطق محددة من الجسم، ويستمر هذا الطفح في التطور حتى يتقشر ويسقط بشكل تدريجي.  

كيف يتم تشخيص مرض جدري القرود؟

نظرًا لأن الأعراض الأولية لجدري القرود قد تتشابه مع العديد من الأمراض الأخرى مثل جدري الماء أو الحصبة، قد يواجه الأطباء تحديات في إجراء التشخيص المبكر. ومع ذلك، فإن من الأعراض الفريدة لهذا المرض هو تضخم الغدد الليمفاوية. لتأكيد التشخيص، يتم عادةً أخذ عينات من القروح المفتوحة أو الدم وتحليلها في المختبر باستخدام تقنية تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR).


كيف ينتقل فيروس جدري القرود؟

ينتقل الفيروس من فرد إلى آخر من خلال الاتصال المباشر مع الجلد المصاب، أو عبر سوائل الجسم مثل اللعاب أو قطرات التنفس. تشمل الطرق الأخرى التي يمكن أن تحدث من خلالها العدوى:

- ملامسة الطفح الجلدي أو البثور الموجودة على الجلد

- الاتصال الجسدي الوثيق، مثل أثناء ممارسة العلاقة الحميمة

- استخدام الأدوات الشخصية الملوثة مثل المناشف أو الملابس

- انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين عبر المشيمة خلال فترة الحمل

- يمكن أن يبقى الشخص معديًا حتى بعد زوال الأعراض، لذا فإن العزل الذاتي يعد أمرًا ضروريًا للحد من انتشار الفيروس.

العلاج المتاح لمرض جدري القرود

حتى الآن، لا يوجد علاج معتمد بشكل خاص لفيروس جدري القرود. ومع ذلك، قد يقوم الأطباء بوصف أدوية مضادة للفيروسات مثل "سيدوفوفير" و"تيكوفيريمات"، وهي أدوية تُستخدم لعلاج أمراض فيروسية أخرى، لكنها لم تثبت فعاليتها بشكل كامل ضد جدري القرود. في حالات الإصابة الشديدة، قد يحتاج المرضى إلى مسكنات للألم مثل "إيبوبروفين" أو "باراسيتامول"، كما يمكن استخدام كريمات تحتوي على أكسيد الزنك لتخفيف الحكة الجلدية.


الوقاية من فيروس جدري القرود

إذا كنت في بيئة معرضة لانتشار الفيروس أو كنت على اتصال بأشخاص مصابين، يمكنك اتخاذ بعض الاحتياطات لتقليل خطر الإصابة مثل:  

- تجنب الاتصال المباشر مع الحيوانات المشتبه في إصابتها  

- الابتعاد عن الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض جدري القرود  

- غسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون  

- استخدام الكمامات في الأماكن المزدحمة  

- هناك أيضًا لقاحات معتمدة مثل "Jynneos" و"ACAM2000"، التي توفر حماية ضد الفيروس، وتُستخدم في حالات التعرض المباشر للأشخاص الذين لديهم احتمالية عالية للإصابة.


في النهاية على الرغم من أن فيروس جدري القرود يظل نادرًا، إلا أن الوعي به والتعرف على طرق انتقاله وأعراضه يمكن أن يساعد في التعامل معه بشكل أفضل. إذا كنت تشك في أنك قد تعرضت للإصابة بهذا الفيروس، من الضروري استشارة الطبيب فورًا للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.


Shape

اكتب تعليقك

أحدث مقالاتنا

جدري القرود: الفيروس الجديد وطرق الوقاية والعلاج

أصبحت الأخبار المتعلقة بالأوبئة والفيروس...

أسرار صحة الأمعاء: طريقك لعمر أطول وصحة أفضل

في السنوات الأخيرة، أصبح موضوع صحة الأمع...

11 استراتيجية فعّالة لنمط حياة صحي للقلب

استراتيجيات فعّالة لنمط حياة صحي للقلبإن...